NoOoNa الادارهـ
عدد الرسائل : 301 العمل/الترفيه : مؤرخهـ من جنبها ..هع هع المزاج : متفاآآآئلهـ بغ ـــد أفضل مهنتيـ : مزآآجـــيـ : هوايتيـ : تاريخ التسجيل : 21/01/2009
| موضوع: طفل بحجم سؤال / قصة الجمعة يناير 23, 2009 1:02 am | |
|
طفل بحجم سؤال / قصة
كان شديد الارتباط بأبيه، لكن هذا الصبح أفاق من العويل والصراخ، ماذا جرى ؟ هرع من فراشه وهو يحك جفنيه المثقلين بالأحلام التي ظلت ملتصقة بخياله، وهي تلتبس بشيء من الحكايات التي قصها عليه أبوه قبل خلوده إلى النوم. لا يدري ما وقع. أمه تذرف دموعها، وهي جاثية على ركبتيها، تسند رأس زوجها وتضمه إليها، تبكيه، تختلط أنفاسها بنحيبها. يقترب، يسرق نظرة من خصاص الباب. تنظر أمه إليه نظرة فيها شيء من الخاطر الذي لا يلوي على خير. أبوه لا يتحرك، راقد، بل قل جامد. تضمه أمه إلى صدرها. قالت: لقد مات من تعزّه كل يوم، ذهب الغالي يا ابني .يشرئب بعنقه نحوه، والعين ترمق هذا السكون الذي حل بالجسد. أصبح البيت كسوق عامر بالمعزّين. نساء يلطمن وجوههن ورجال يحوقلون بالمصيبة التي حلت. يرتكن الطفل في زاوية من زوايا البيت، وهو يرى هذا المشهد الجنائزي، الذي لم يألفه من قبل. لا ينبس ببنت شفة، لا يتكلم، غارق في سكون بارد. السواد في كل مكان إلا من هذا اللباس الأبيض الذي ارتدته أمه. تحوم حول خاطره أفكار، تحاول فك التغيير الذي خيم على المنزل. أناس يدلفون ويخرجون، كلام، صراخ، همس، ولولات. وانطلقت الزغاريد التي تودع الفقيد. لا يفهم هذا الخلط. لقد ألف تلك النغمات الشجية التي تجود بها حناجر النساء إلا في الأفراح، والآن يسمعها في هذا المقام. جنازة أبيه فيها ركب، يتقدمهم هو، يسير، ويلتفت إلى الوراء، ينظر صوب أمه وهي في عتبة الباب. بعد أن أخرجوه من التابوت، ورشوه بماء الزهر، حفروا له حفرة وضعوه فيها، ودسوا عليه التراب، حفوا قبره بالسوسن والعوسج، وبعض أغصان الزيتون، يرى كل شيء، لكن لا يعرف شكل هذه الطقوس. نفسه البريئة مليئة بغرابة الاستفسارات، لكن دون جواب. يعود إلى البيت والصمت يعم أرجاءه، فراغ بمعنى الحزن. التصق بأمه، وهي تفرد شعر رأسه، وتبكي في خفوت. قال: إلى أين ذهبوا بأبي ؟ سؤال بسيط بحجم القدر، لا تعرف كيف ترد عليه. قالت: لقد ذهب إلى السماء مع الملائكة، إنه ينظر إلينا ويرانا. قال: هل سيعود ليحكي لي قصة كما يفعل ؟ قالت: سيزورك ليروي لك كل الأحاجي. استلقى في فراشه، وعيناه تنظران إلى سقف حجرته، يحملق في الصور المعلقة على الجدران، يتقلب، سئم، جفاه النوم. دون جدوى، ينتظر النزول المرتقب. يناجي ذاته، هل سيهبط من السماء ؟ هل أقوم لأفتح له النوافذ وأشرعها كي يفد منها ؟ تخيلات بمذاق السؤال. لا يستوعبها، ولا يستسيغها. غلبه النوم بعدما طال الانتظار والرجوع من الأعالي. في الصباح كان يوم جمعة ذهب وأمه لزيارة قبر أبيه والترحم عليه، وتلاوة بعض الآيات. مقبرة بمقام البياض، ظل ساكنا يقلب بعض ما قالت له أمه، الأب في السماء! وهو في القبر!. بعد رجوعه، خرج إلى عتبة المنزل تحت ظل كرمة. يرتب جميع الصور التي علقت بمخيلته، لكنه لا يستطيع تركيبها، تنفلت منه كل ما حاول سؤالها. يرى أمامه صبيانا يلعبون، ينظم إليهم. انتصبوا وقالوا ماذا سنلعب. قال: لنجرب لعبة الموت.
المصدر : http://madarat.info/archives/364 | |
|
● نادرة الوجود ● الادارهـ
عدد الرسائل : 103 العمل/الترفيه : طالــــبهـ .. مزآآجـــيـ : تاريخ التسجيل : 20/01/2009
| موضوع: رد: طفل بحجم سؤال / قصة الأربعاء يناير 28, 2009 2:21 pm | |
| ياللهـ .. انا للهـ وانا اليه لراجعونـ ..
قصهـ حزينهـ جدا ..
مشكووورهـ خيتو عالقصهـ ..
تقبلي مروري .. | |
|